يقول الكاتب ريتشارد تمبلر: "معظم الناس يذهبون إلى عملهم وفي أذهانهم فكرة واحدة، تنحصر في تمضية الوقت حتى يأتي موعد الانصراف، وخلال اليوم يقومون بما ينبغي عليهم فعله، حتى يحين موعد الانصراف".
بالطبع، لا ينبغي عليك أن تفكر بهذه الطريقة، فالحصول على وظيفة ليس الغاية النهائية لأحلامك، إنما مجرد وسيلة لغايات أخرى مثل الترقية، وزيادة دخلك، النجاح، التميز والإبداع، توسيع دائرة معارفك وتطوير خبراتك، أو غير ذلك ضمن قائمة نواياك وأمنياتك.
لا شك أنّ العمل مهم، والأهم هي المرحلة التي تلي حصولك على الوظيفة، عليك أن تضع خطة لتحقيق طموحاتك، وأن تصل إلى الإبداع والتميز والترقية، وحتّى لا يضيع وقتك، أشغل نفسك بالترتيب لتنفيذ خطواتك نحو النجاح في الوقت الذي يفكر فيه الآخرون بالاستراحة.
10 استراتيجيات أساسية للنجاح في العمل للكاتب دونا دانينغ:
حسن منظورك:
استمتع بعملك وتحلّى بسلوك إيجابي، لذلك تأثير جيد على زملائك. فالشخص المتفائل يتميّز بروح المساعدة والتعاون والثقة، ولديه القدرة على تحمل التحديات الصعبة، لذلك اترك انطباعا جيداً في مكان عملك بالتحدث بطريقة إيجابية عن الأشخاص والمواقف الظروف الصعبة، فالتحديات تعلمك وتبرز أفضل ما فيك، وهي ترفع أسهمك في مكان العمل وتقرب الجميع منك.
لا تشارك في النميمة:
تجنب انتقاد الناس واحذر النميمة والشكوى، إذا أردت فكن مستمعاً فقط. من المهم أن تعرف ماذا يجري، لكن لا تشارك بها، ولاتنشر أبداً ما تستمع إليه، فالنميمة يجب أن تنتهي عندك، لا تبدي رأياً حتى لا تتحوّل إلى احد ناقلي الأخبار، وإذا إردت إبداء رأيك، أذكر أمام زملائك أنّه لا يوجد شخص سلبي أو سيئ فهناك جانب إيجابي للشخص الذين يتحدثون عنه.
التحلّي بالمسؤولية:
كن مسؤولاً عن أفعالك وإنجازاتك كذلك عن أخطائك، واظب على العمل الجاد أثناء الشدائد، وقم بإنهاء أي عمل بدأت به، وتجنب إلقاء اللوم على هذا وذاك، ولا تدخل بمفهوم نحن وهم، ولا تكن من الموظفين الذي فقط يلقون اللوم على الإدارة، وإياك ان تترك عملاً بدأت فيه أو كنت من المتحمسين له، ولا تقدّم الأعذار أو تبحث عن تبريرات، تذكر أن استقلالك في العمل وعدم التهرب سيمنحانك قيمة إضافية لدى رؤسائك، فهم يقدّرون من يحسن إدارة الوقت والطاقة، لا من يهدرهما.
أنصت جيداً وتعلم من تجارب الآخرين:
يقول ريتشارد تمبلر "يتعلم الذكي من اخطائه أما الحكيم فيتعلم من أخطاء غيره"، تذكر هذه المقولة دائما، وطوّر نهجاً خاص بك واستفد وتعلم من علاقتك مع الآخرين، من خلال تقييم تجاربهم وجمع الدروس من كل محادثة تجريها معهم.
إذا وقعوا في مشكلة، اعرض عليهم المساعدة حتى تتعلم وتستفيد.
إنّ بناء علاقات متينة لتطوير الذات يحتاج إلى منصت جيد، لذلك أصقل مهارات الاستماع لديك لكي تركز مع محدثك وتلتقط الأفكار المفيدة من كلامه.
عبّر عن نفسك بمهارة:
إجعل لنفسك نمطاً يميزك عن الآخرين، عبّر عن نفسك بصورة ذكية وبشكل ملحوظ وأكثر وضوحاً وثقة، هذه عوامل تجذب الناس نحوك، وتجعلهم يتهافتون للتحدث إليك.
إنّ التواصل الفعال، يساعدك على التعرف على أشخاص مفيدين وتبادل الأفكار، وبناء شبكة علاقات تفيدك في عملك، كذلك حاول أن تتعرف على الأماكن المهمة التي يتواجد قيها الأشخاص المهمين وأصحاب النفوذ في مجال عملك، وقم بإظهار نفسك بطريقة ذكية من دون أن تبدو دخيلاً من خلال تطوير مهارات الذكاء الاجتماعي لديك وثقتك بنفسك والكاريزما.
لا تستغني عن فضولك:
العقل الفضولي عقل نشيط، يجب أن تتمتع بالفضول الكافي لتعلم ما هو جديد ولكي تطوّر نفسك، فالأشخاص الفضوليون لا يعتمدون على المعلومات التي بحوزتهم، بل يبحثون عن بيانات جديدة بفضول وبصورة مستمرة لكل ما هو جديد من أجل ضمان تحقيق النجاح في العمل.
نظّم أفكارك:
إنّ التركيز والوضوح والتنظيم في التعامل مع أفكارك يساعدك على حل المشكلات التي تواجهك في العمل بكفاءة، ويساعدك ذلك على اتخاذ قرارات سليمة وجيدة.
استخدم استراتيجية تساعدك لحل المشاكل الطارئة، توصل إلى الحلول من خلال البحث واستكشاف الخيارات المتاحة قبل اتخاذ القرار. تذكّر أنّ التفكير في المشكلة يزيد من طاقتها وحجمها، والخروج منها يكون من خلال البحث عن خيارات وحلول مختلفة.
تجاوز حدود التوقعات:
حدّد لنفسك معايير أعلى من الاهداف التي حددها لك مديرك، وأفضل وسيلة ان تتخلى عن نمط العمل المعتاد.
فاجئ رئيسك بتقرير لم يطلبه منك، مثل كيفية زيادة إنتاجية العمل أو بأفكار لتطوير العمل، هذه الفكرة ستميزك عن الاخرين لأنك قدمت عملا لم يطلب منك كذلك لا تتردد في تحمّل مسؤوليات إضافية إذا كانت لديك القدرة على ذلك من دون أن يسبب لك ذلك أيّ ضغط.
اسعى للتطور باستمرار، واعتمد ممارسات مهنية عالية من خلال جدول أولويات. نظّم مهامك وانجز وعودك وتعلّم إدارة الوقت بطرق مثلى لإنهاء عملك وعدم تراكمه.
ازدهر في الأوقات الصعبة:
العالم في تغيير مستمر ولا يمكنك الاستمرار إذا لم تنتبه للتغيرات الهامة التي تحصل حولك، كن منفتحاً على التغيير، ومطلعاً على وجهات النظر المتاحة.
ابحث عن المعلومات من مصادر مختلفة، واكتب خطتك وحدّد هدفك، فغالبية الاشخاص الذين يفشلون ليس لديهم خطط. قم بتجديد خططك، وعدلها وفقاً للاحداث والظروف، وكن مستعدا للتطوير والتغيير المستمرين.
عزز تقدمك:
لا تتوقع أن يتحدث عملك الذي انجزته عن نفسه، تحدث عنه بطريقة لبقة واسمح لمدرائك وزملائك بمعرفة مدى الجهود التي تبذلها، والفت انتباههم لأدائك العالي، فهذا سينبههم إلى نقاط قوتك ومهاراتك وانجازاتك ويدفعهم لاختيارك عندما تلوح فرصة جديدة.
ومن أهم الأمور التي تجعلك مميزاً بعملك هو أن تحبه وأان تكون مستمتعاً وشغوفاً به، إذا فقدت حماسك لا تنزعج، خطّط لإجازة أو فترة راحة كي تعود أقوى.