"يحرص الناس على تحسين ظروفهم ولكنهم لا يرغبون في تحسين أنفسهم" (جيمس ألين)
عندما تقرأ هذه المقولة الرائعة للكاتب جيمس ألين ماذا يخطر في بالك؟ أن أغلب الناس هدفها وغرضها العمل والنجاح وليس التطوير من ذاتهم واستراتيجيتهم في الحياة هي العمل بجد من أجل تحقيق النجاح.
لكن من المهم إذا كان لديك أحلام وأهداف وطموحات فأنت بحاجة لأن تطور من نفسك لتنمو بشخصيتك كي تحقق أفضل نجاح وتصبح أكثر تأثيراً وإنجازًا. فالنمو والتطور هي عبارة عن سلسة يجب أن تتطور وتتعلم من الشيء الذي تريد وبصورة أوضح عندما تكتشف هدفك يجب أن تنمي وعيك الذاتي، ولتصبح إنسان أفضل، يجب أن تنمي شخصيتك، ولتتقدم في مهنتك يجب أن تنمي مهاراتك، ولتكون شريك وأب أفضل يجب أن تنمي علاقاتك، ولتنمي أهدافك المالية، يجب أن تنمي معرفتك بشأن كيفية عمل المال.
الفجوات التي تعيق النمو والتطور:
إذاً ما الذي يُعيقنا عن تطوير أنفسنا وتحقيق أهدافنا وأحلامنا؟ وكيف نفعل ذلك؟ هناك أمور كثيرة نريد أن نفعلها ونحققها ولكن للأسف دائمًا ما نضع معوقات في طريقنا قد يساعدنا كتاب (15 قانونا لا يقدر بثمن للنمو) للكاتب جون سي. ماكسويل) عن معرفة الفجوات التي تعيق نمونا وتطورنا وهي:
فجوة الافتراض (افترض أنني سأنمو بشكل تلقائي)
عندما كنا أطفال كانت أجسامنا تنمو بشكل تلقائي، يمر عام فنصبح أطول، وأقوى وأكثر قدرة على فعل أشياء جديدة، ونعتقد أننا نتطور بمجرد البقاء على قيد الحياة ولكن المشكلة لا يتطور أي أحد مصادفة، والنمو الشخصي لا يحدث من تلقاء نفسه، بمجرد أن تنتهي من تعليمك الأساسي، يجب أن تتولى بنفسك كامل المسؤولية فيما يتعلق بعملية النمو، لأنه لن يقوم أي شخص بهذا العمل بالنيابة عنك.
وكما قال الموسيقار بروس سبر نجستين "يأتي وقت تحتاج فيه لأن تتوقف عن انتظار الرجل الذي تريد أن تصبح عليه وتبدأ في أن تكون الرجل الذي تريد أن تكون عليه" إذا أردت لحياتك أن تتطور فيجب أن تتعلم وتطور أنت من نفسك.
فجوة المعرفة (لا أعرف كيف أنمو)
تقول المصممة والفنانة والمستشارة لوريتا ستابلس:" إذا كنت واضحا فيما يتعلق بما تريد، فسيستجيب لك العالم بشكل واضح" العديد من الناس يتعلمون فقط من مدرسة المحن القاسية، تعلمهم التجارب الصعبة دروسا بالطريقة القاسية ومن ثم يتغيرون؛ أحيانا للأفضل وأحيانا للأسوأ ،وتكون الدروس عشوائية وصعبة. لذلك من الأفضل جدا أن تخطط لنموك بإرادتك قرر بنفسك أين تحتاج أو تريد أن تنمو، أختر بنفسك ما سوف تتعلمه بانضباط.
فجوة التوقيت (ليس الآن وقتا مناسبا لأبدأ)
قال المؤلف والأستاذ الجامعي، ليو باسكاليا، إن"الحياة التي تعيشها للاستمتاع بالغد ستكون دائما على بعد يوم من تحقيقها".
الحقيقة هي أنك لن تنجز الكثير ما لم تمضي قدما وتقوم بالأمر الذي تريد إنجازه، فأنت في حاجة لأن تبدأ اليوم، وإن لم تفعل سوف تحقق بعض الأهداف وتشعر بالسعادة ولكنك بالنهاية ستصل إلى نهاية مسدودة وستتوقف، ولكنك عندما تبدأ بالنمو بإرادتك والآن يمكنك أن تستمر بالنمو وتستمر في طرح السؤال ماذا بعد؟ لذلك أبدأ الآن ولا تنتظر الوقت المناسب فقط أبدأ.
فجوة الخطأ (أخشى ارتكاب الأخطاء)
في مقولة لروبرت إتش.شولر تقول (ما الذي تجرب القيام به لو عرفت أنك لن تفشل) لتمتلك إرادة النمو، إذا أردت ان تنمو فأنت بحاجة إلى التغلب على أي خوف لديك من ارتكاب الأخطاء كما يؤكد المؤلف والأستاذ الجامعي، وارن بينس" توقع ارتكاب الأخطاء كل يوم وأسعد بها كعلامة أنك تسير في الاتجاه الصحيح وتعلم من أخطائك.
لذلك لنعتبر الخطأ والفشل دروس تطورنا للأفضل فعندما تفشل تعلم من خطأك وانهض لتستمر.
فجوة الإلهام (لا أشعر بالرغبة في فعل هذا)
إن الدافع أو التحفيز الذي تريده لن ينزل لك من السماء مثل البرق أو شخص يمنحك إياه فقط افعلها تريد أن تخفف من وزنك مارس الرياضة ،تريد أن تطور من وظيفتك تعلم مهارات جديدة فقط أفعلها
يقول جيروم برونز عالم النفس بجامعة هارفارد: "إن تتصرف أولا ثم يأتيك الشعور أكثر احتمالا من أن تنتظر حتى يأتيك الشعور فتتصرف" لذلك أبدأ بالعمل! أيا ما كان ما تعلم أنه ينبغي عليك فعله أفعله.
فجوة التوقعات (ظننته سيكون أسهل من ذلك)
لا أعرف أي شخص ناجح يعتقد أن النمو يأتي سريعاً أو التسلق إلى القمة مسألة سهلة، الأمر كله يبدأ بالتحضير يقول جيم رون "لا يمكنك تغيير وجهتك بين عشية وضحاها لكنك تستطيع تغيير اتجاهك بين عشية وضحاها "إذا كنت ترغب بالوصول إلى أهدافك يجب ان يكون عندك إرادة وصبر للوصول إلى ما تريد وأن يكون لديك قناعة بأن نموك وتطورك سوف يغير حياتك.
بعض خطوات تساعدك أن تطور نفسك على طريقة كتاب 15 قانوناً لا يقدر بثمن:
الوعي والقبول:
الخطوة الأولى تجاه التغيير الوعي، وهي الأنتقال من حيث أنت إلى ما تريد أن تكون عليه، لذلك يجب أن تكون واعي بخياراتك للوصول إلى ما تريد.
يؤكد الطبيب النفسي ناثانيال براندن: "الخطوة الأولى نحو التغيير هي الوعي والخطوة الثانية هي القبول".
إذا كنت ترغب في التغيير والنمو، فعليك أن تفهم نفسك وتقبلها قبل أن تبدأ في بنائها.
تقدير الذات:
يقول الطبيب النفسي ناثنيال براندن:" لا يوجد عامل أكثر أهمية في تحفيز وتنمية الناس نفسيا أكثر من الأحكام التي يصدرونها بشأن قيمة أنفسهم، كل جانب من جوانب حياتهم يتأثر بالطريقة التي يرون بها أنفسهم" إذا ظننت أنك عديم القيمة فلن تضيف أية قيمة إلى نفسك.
تغيير بيئتك:
أحيانا عند نقطة ما في حياة كل شخص، يحتاج إلى تغيير البيئة حتى ينمو لذلك يتطلب منا القيام ببعض التغييرات في حياتنا. إذا أردت أن تنمو، أمضي وقتك مع ناس عظماء، وقم بزيارة أماكن عظيمة، واقرأ كتب عظيمة.
يشتهر تشارلز جون بقوله الرائع: "ستكون بعد 5 سنوات من الآن كما أنت اليوم باستثناء أمرين: الأشخاص الذي ترتبط بهم والكتب التي تقرأها".
ركز على اللحظة الحالية:
الفرص التي نود صنعها في حياتنا تأتي فقط في الوقت الحاضر، ما نقوم به الآن يتحكم فيما سنصبح عليه والمكان الذي نكون فيه في المستقبل، نحن نعيش ونعمل في الوقت الحاضر. كما قال هارفي فايرستون الابن: "اليوم هو الوقت الذي يبدأ فيه كل شيء سيحدث من الآن فصاعدا".
توقف عن مقارنة نفسك بالآخرين:
عندما تقارن نفسك بالآخرين يحدث أمر من الأثنين: ملاحظة أن الشخص الآخر يسبقك كثيراً فتشعر بالإحباط، أو أن تلاحظ أنك أفضل من الشخص الآخر فتصبح فخوراً، فالأمرين ليس جيداً بالنسبة لك، ولن يساعدك بالنمو ويسبب لك التشتيت، الشخص الوحيد الذي يجب تقارن به هو أنت مهمتك هي أن تصبح اليوم أفضل مما كنت عليه بالأمس.
أنتبه لحديثك مع ذاتك:
سواء كنت تعرف أم لا، فهناك حديث محادثة قائمة بينك وبين نفسك طوال الوقت، ركز بطبيعة المحادثة الخاصة بك؟ هل تشجع نفسك؟ أم تنتقد نفسك؟ إذا كانت محادثتك إيجابية فستساعد نفسك على خلق صورة ذاتية إيجابية، وإذا كانت سلباً فأنت تضعف صورتك لذلك انتبه لمحادثتك لنفسك لأنها مهمة في نموك وتطورك.
نبذة عن الكاتب جون سي ماكسويل:
خبير عالمي في فن القيادة ومتحدث ومدرب وكاتب بيع من كتبه أكثر من 19 مليون نسخة ولقب خبير القيادة الأول في العالم هو مؤسس منظمتي (إكويب) و(جون ماكسويل كامبني) التي دربت أكثر من 5 ملايين قائد على مستوى العالم، كل عام يلقي جون ماكسويل محاضرات أمام قادة حكومات دوليين، ومنظمات مختلفة مثل الاكادمية العسكرية بالولايات المتحدة في ويست بوينت، واتحاد كرة القدم الأميركي، والأمم المتحدة.
