إن نجاح أي شخص في قطاع التقنية، رجلاً كان أو امرأة، يتحدد تبعاً للعوامل ذاتها: إتقان العمل وأداء المهام على أكمل وجه. إلى جانب الطبيعة الشخصية المتميزة، والقدرة على فهم عقلية الآخر. ولاشك بأن من لديه براعة استثنائية في الجوانب التقنية سيجد له مكاناً مميزاً في هذا المضمار، لكن من يتمتع بالمهارات المطلوبة على اختلافها، هو من سينجح حقاً في قيادة الفريق وتحمل المسؤوليات العظيمة. لاسيما أن ثقافة التعاون والمرونة هي السائدة في شركات التقنية حالياً، ناهيك عن أن القدرة على التأثير ستفيد المرء في مشواره المهني أكثر من مزايا السلطة ونفوذها.
إليك ما يتوجب عليك فعله لإثبات ذاتك في عالم التقنية:
1. كسب الاحترام:
هذه قاعدة عامة؛ فمن يود النجاح في أي بيئة عمل عليه أن يكسب احترام أفرادها، وهذا ينطبق أيضاً على العاملين في قطاع التقنية. لذلك عليك أن تتقني أداء واجباتك وتتحلي بروح الفريق بعيداً عن الأنانية. وإذا كان لديك اجتماع ما، فاستعدي جيداً للحديث عن الموضوع المطروح من خلال تحضير أسئلة هادفة. ولتكن غايتك تقديم قيمة جديدة لفريقك ومؤسستك. كما أنك ستنالين المديح حين تتعلمين مهارة لا يتقنها زملاؤك، وتشاركينهم فيها.
2. التصرف بعفوية:
كونك امرأة عاملة في مجال التقنية، لا يعني أن عليك إثبات شيء ما للآخرين أو تحليل كل خطوة تقدمين عليها، أو منافسة نظرائك من الرجال، أو توهم أمور خيالية عن زملائك. كوني على دراية بنقاط قوتك وضعفك واستعمليها لصالحك.
3. معرفة الآخر:
هل تتقبلين النقد البناء؟ هل تنقدين الآخرين على نحو بناء؟ هل تعلمين أي الأعضاء في فريقك يحتاج إلى التكريم؟ إن إدراك التوقيت المناسب لتعزيز الآخرين أو مجابهتهم ضروري جداً للنجاح في القيادة؛ فانتباهك لاحتياجات زملائك سيجعل منك عنصراً استثنائياً في الفريق. ولعل أوائل قادة شركات التقنية ليسوا أشخاصاً بارعين في النواحي التقنية فقط، بل إنهم يتحلون باللطف حتماً، وبمهارات التواصل الاستثنائية.
4. سعة الاطلاع:
وهذا يعني مواصلة تعلم المزيد وتقبل التغيير. ونظراً إلى طبيعة هذا المجال وتطوره المستمر، تبدو الشهادة الأكاديمية المرموقة في إحدى التخصصات التقنية، عتيقة الطراز بعد عقد من الزمن. لذا فإن ما تعرفينه الآن لن يفيدك في المستقبل، ما لم تحرصي على رفده بكل جديد، ومالم تتمتعي بالفضول الكافي للاطلاع على آخر التطورات الحاصلة فيه. كوني شعلة تغيير ووسعي مداركك قدر المستطاع، بطرح الأسئلة والتعلم من الآخرين، وتقبل الفشل أو الخطأ بصدر رحب.
5. التعبير عن الآراء بصراحة:
الجرأة في طرح الرأي هي العلامة المميزة بين القادة والأتباع؛ فمن يفعل ذلك ينجح في التأثير على من حوله. وهذا لا يعني وقوفك عند إصدار الأوامر فقط، بل الاستماع للفريق عن قرب وإرشاده بما لديك من معارف، مما يجعل الخبرة التي تحصلين عليها من الشركة لا تقدر بثمن، حين يكون بمقدورك الاستفادة منها في قيادة فريقك. وليس صحيحاً أن من لديهم علاقات اجتماعية واسعة أقدر على التأثير في مجتمعاتهم دائماً، فأمثال وارن بافيت ولاري بايج أناس انطوائيون، لكننا جميعاً نتفق على أن آراءهم مسموعة.